Monday, March 2, 2009

مؤتمر إعمار مؤامرة إستعمار

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

وصف يحيى موسى عضو المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة "حماس"، مؤتمرَ شرم الشيخ بأنه مؤتمرٌ سياسيٌّ بامتياز، مشككًا في وصول الأموال التي جرى الحديث عنها وتحويلها إلى مشاريع إعمار للمتضررين الحقيقيين؛ لفساد الجهات التي يُراد استخدامها لإدارة هذه الأموال، ولاستمرار تحكم الاحتلال في المعابر.

وأكد موسى في تصريحٍ خاصٍّ أدلى به اليوم الإثنين (2-3) لـ"المركز الفلسطيني للإعلام، أن "مؤتمر شرم الشيخ مؤتمرٌ سياسيٌّ بامتياز؛ يأتي تتويجًا للعدوان الصهيوني والهجمة الشرسة على غزة؛ لمحاولة تحقيق ما عجز عنه الاحتلال بالعدوان والقوة".

وشدد على أن الاحتلال فشل من خلال عدوانه في إقصاء حركة "حماس" وكسر إرادة المقاومة، ويحاول الآن تحقيق هذه الأهداف من خلال ابتزاز المقاومة سياسيًّا.

تدخل أوروبي معرقل للوحدة

وحول المواقف الأوروبية التي عبَّر عنها "خافيير سولانا" المفوض الأعلى للسياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي، من ضرورة تحويل الأموال إلى "حكومة" سلام فياض غير الدستورية، وإعادة الحديث عن الشروط أمام حركة "حماس".. أكد القيادي البرلماني أن هذا التدخل الأوروبي يضع حجرًا أمام عربة انطلاق الحوار الوطني ليعوقه، لافتًا إلى أنهم يسعَون إلى تقوية طرفٍ على حساب آخر.

وأكد أن هذا الأمر يمثِّل تدخلاً سافرًا لإبقاء حالة الانقسام، على الرغم من الدعوات الكاذبة التي يوجِّهونها لتوحيد الشعب، قائلاً: "هم يعمِّقون الانقسام ويزيدون من حدته، وينادون في الإعلام بالوحدة".

وتساءل: "لماذا يَقبل العرب أن يضعوا أنفسهم وأموالهم لتتحكَّم فيها الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بحيث يوجِّهون هذه الأموال إلى الجهات التي ثبت فسادها وإهدارها المالَ العام؟!".

سلطة "فياض- عباس" غير مؤتمنة

وأكد أن سلطة المقاطعة في رام الله و"حكومة" سلام فياض غيرُ مؤتمنةٍ على هذه الأموال؛ فالذي يحرم الموظفين من رواتبهم لا يمكن أن يكون مؤتمنًا على أموال الإعمار، على حد تعبيره.

وأوضح أن هناك عدة عوامل تجعل سلطة رام الله غير مخوَّلة بتلقِّي أموال إعادة الإعمار أو التصرف فيها؛ لكونها لا تمثِّل أحدًا ولزوال شرعيتها بعد انتهاء ولاية رئيس السلطة محمود عباس، مشددًا على أن ذلك شكلٌ من أشكال الفساد المالي.

وأضاف: "من الناحية العملية فهذه الشخوص لها صيت ذائع في الفساد وهدر المال العام"، مذكرًا بما حدث مع شركة "التطوير الزراعي" التي نيط بها إدارة المحررات، وخُصِّص لها 34 مليونًا تم نهبها خلال أقل من ستين يومًا.

وتساءل: "كيف يمكن أن تُمنَح الأموال لمن يعرقل فتح المعابر ويساهم في الحصار؟!"، معبِّرًا عن قناعته بأن مئات ملايين الدولارات التي جرى الحديث عنها سيتم إهدارها كغيرها من الأموال التي قُدِّمت إلى الشعب الفلسطيني دون أن يستفيد منها سوى رموز الفساد.

واستغرب أن يتم تجاهل الحكومة الفلسطينية الشرعية من هذا المؤتمر، في حين أنها هي التي تتابع كل الأمور الفنية والهندسية وتخصيص الأراضي.

وشدد على أن كل المحاولات من خلال تقديم الرشاوى مقابل التفريط في الدم والحق الفلسطينيَّين وكغطاءٍ لتمرير المفاوضات والتنازل عن الحقوق والثوابت؛ لن يكتب لها النجاح؛ لأن الدم الفلسطيني مقدس، والحق الفلسطيني لا مجال للتنازل عنه أو التفريط فيه مهما كانت التضحيات، على حد قوله.

الكونجرس يقرر تخفيض المساعدات الأمريكية لمصر

واشنطن- أمريكا إن أربيك:

خفَّض الكونجرس الأمريكي حجم المساعدات الاقتصادية المقدمة لمصر بأكثر من 200 مليون دولار في السنة المالية 2009م.



ووفقًا لقانون الإنفاق الشامل لعام 2009م والذي أقره مجلس النواب الأمريكي برقم 1105 فإن مصر سوف تحصل على 1.5 مليار دولار لعام 2009م، بعد أن كانت تحصل على 1.712 مليار دولار لعام 2008م؛ حيث تم تخفيض المساعدات التي تحصل عليها مصر من صندوق المساعدات الاقتصادية في السنة المالية 2009م إلى 200 مليون دولار، بعد أن كانت تحصل على 412 مليون دولار في السنة المالية 2008م من نفس الصندوق.



ولم يتضمن القانون، الذي أقره الكونجرس نهاية الأسبوع الماضي تغييرًا في المساعدات العسكرية لمصر، والتي تبلغ 1.3 مليار دولار.



ويشترط القانون تخصيص 20 مليون دولار من الـ200 مليون دولار التي ستحصل عليها مصر من صندوق المساعدات الاقتصادية للديمقراطية وحقوق الإنسان والبرامج الحكومية.



وتضمن القانون أيضًا انخفاضًا في قيمة المساعدات الاقتصادية المقدمة للأردن من 361 مليون دولار في السنة المالية 2008م إلى 264 مليونًا في 2009م، وخفض المساعدات العسكرية للأردن أيضًا من 289 مليونًا في 2008م إلى 235 مليونًا في 2009م.



ويقضي القانون الجديد كذلك بخفض المساعدات الاقتصادية المقدمة للضفة الغربية وقطاع غزة من 218 مليونًا في 2008م إلى 75 مليونًا في 2009م، في حين رفع المساعدات الاقتصادية للبنان من 44.6 مليون دولار في 2008م إلى 67.5 مليونًا في 2009م.



كما يقر القانون، الذي تبلغ قيمة مخصصاته 410 مليار دولار، بتخصيص 36.6 مليار دولار لوزارة الخارجية الأمريكية، وهيئة المعونة الأمريكية (الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية)، والمساعدات العسكرية والاقتصادية؛ وهو ما يمثل زيادة بنسبة 12% عن عام 2008م.

الأرشيفات الصهيونية تفرج عن مجموعة صور وملفات سرية ومحفوظات وكتب عائلية للقدس منذ العام 1948 واحتلالها من خلال وحدة المستعربين ونهب ممتلكاتها ومن أبرزها الطالبية والبقعة والقطمون!!

الناصرة - من أحمد مروات

كشف الباحث والمتخصص بالأرشيف الفلسطيني ومنسق مشروع استرجاع الوثائق الفلسطينية من الأرشيفات "الصهيونية" أحمد مروات، عن مجموعة صور وملفات سرية رهيبة للقدس ومصدرها أرشيف الهاجاناة والجيش الإسرائيلي والبلماخ، وطرق احتلالها ونهب ممتلكاتها وخاصة الطالبية والبقعة والقطمون.
وأكد الباحث أحمد مروات، أن هذه الوثائق في بالغ الأهمية وخاصة أنها تضيف معلومات هامة تم التعتيم عليها أكثر من 60 عام وخاصة أن بعض هذه الملفات يبرهن شرعية فلسطين وسلبها من قبل المحتل والعمل على استيلائها منذ أواخر القرن الـ 19 والتي تحتوي على مواضيع كثيرة مثل تقارير سرية بين قادة الجيوش العربية وعلى سبيل المثال تسوية الهدنة أو توصيل السلاح من الدول العربية المجاورة، ومراسلات سرية بين قادة الثورة ومن أبرزهم فوزي القاوقجي والأمير عبد الله ومقابلات سرية، ومراسلات وخطط عسكرية في منظمة الهاجاناة حتى عام 1949 وتقرير مفصل عن تحركات المفتي الحاج أمين الحسيني وجولته في العالم عام 1946.
وبيّن مروات أنه من خلال العمل في الأرشيفات الصهيونية المتكرر أن هناك ملفات وتقارير مفصلة تحمل "اسم القدس" في فترات زمنية متباعدة ومن أبرزها سنوات الثلاثينيات وصولا إلى الاحتلال منذ عام 1948 وهي مصنفة، وبعض المستندات يحمل اسم "مراسلات سرية" وهي بين مبعوث الوكالة الصهيونية وعرب فلسطينيين وتحمل رقم تصنيف 0089A، وفحوى التقرير هو رصد تحركات المفتي المقدسي الحاج أمين الحسيني وخاصة أثناء الثورة وصدور الكتاب الأبيض عام 1937، وبعض التقارير المفصلة للقرى العربية في فلسطين ورصد تحركات الثوار والجيوش العربية في بداية الحرب العالمية الأولى.
حول رصد التحركات العربية داخل القرى من خلال تقارير المخاتير وبعض الوجهاء المقدمة للقائم مقام بخصوص صدور الكتاب الأبيض، قال: "إنه من خلال المراسلات هنالك تقارير من مجموعات عرب فلسطينيين غير مُعَرفين بالأساس لرصد حركات الثائرين وفصائل الجيوش العربية وتتبع تهريب الأسلحة وخاصة من الدول العربية المجاورة وتقديم ملف مترجم وهذه الأمور غالبا كانت تتم على أيدي بعض المخاتير.
وأضاف: "إن المخاتير كان عليهم ضغوط كمعينين من قبل الانتداب البريطاني ولذلك أحيانا كان يجبر بالبوح عن أمور سرية أو تمرير صفقات عقارية أو وقف أو حتى بيع أرض لمواطن للصندوق القومي أو"الكيرن كييمت اليهودي"، لذلك فقد قتل إبان الثورة ما بين 1936 و 1939 أكثر من 35 مختار، وهناك تقرير بذلك ضمن ملفات الـ cid للمخابرات البريطانية.
وتطرق الباحث والمتخصص بالأرشيف الفلسطيني: "إلى الملف وهو بعنوان" حرب التحرير/نوفمبر، وهي تقارير عن تحركات الجيوش العربية على طول الساحل الفلسطيني، و تقارير عملية النبي يهوشع، وتقرير عمليات فرقة جبرئيل، تقرير مفصل عن احتلال وترحيل سكان القرى الفلسطينية خلال الحرب. تصفية وتسليم بعض المقاومين بالقرب من باب الوادي، وبعض التقارير عن المستعربين اليهود من وحدات جيش البلماخ داخل القرى الفلسطينية وخاصة مدينة طبريا وقضائها، وتقارير عن احتلال الرملة، وتقارير عن الهجوم الذي أسفر عن سقوط القسطل في القدس وجسر أريحا، وتقارير مترجمة من العربية من أبرز الصحف العربية والفلسطينية.
وأشار مروات إلى بعض الملفات والتقارير التي أعدت ما بين 1937 – و 1939 من ملفات الهاجاناة. والتي تحتوي على وثائق وملفات وتقارير سرية في أواخر الثلاثينيات وأهم الأحداث التي جرت في فلسطين وملفات الخدمات العسكرية، وتقرير سري عن الإضراب الفلسطيني الكبير، وتقارير عن أحداث الثورة الفلسطينية، وأيضا ملفات عن الاحتجاجات العربية والمظاهرات في المدن والقرى الفلسطينية من قبل ملفات البوليس البريطاني، وعمليات القتال والحراسة التي قام بها اليهود في الثلاثينيات وحماية المستعمرات والأحياء، وشراء الأسلحة والتدريب اليهودي والتجنيد في الجيش البريطاني والبوليس، وتقرير مالي مفصل للوكالة الصهيونية وتبرعات دولية في "أغسطس عام" 1938 وبرنامج أعمال السكرتارية الصهيونية بفلسطين من يوسف برندر وموشي شريت ,و تقرير سري مفصل عن اغتيال حاكم الجليل اندروز في مدينة الناصرة عام 1938 , تقارير لحماية اليهود من قبل مدير شرطة الانتداب ساندروس ومساعدة " برنسكول لاروك " ,تقارير مفصلة عن البلدة القديمة في القدس.
واستطرد حديثه حول التقرير السري وعن الهجوم العربي داخل الأحياء اليهودية في "كريات شموئيل" , وتقرير سري من "اهرون حاييم" عن الأعمال العسكرية من قبل الجيش البريطاني في البلدة القديمة في القدس في أكتوبر عام 1938 , وتقرير سري بين فيتسمان للتوصل لاتفاق هدنة مع العرب عام 1938 ,وعن تقرير القادمين الجدد لفلسطين .
وأضاف إلى بعض التقارير من الأرشيف الصهيوني المتعلقة بالدفاع عن السكان اليهود وتحركاتهم وفعالياتهم في تنظيم الجيش وأغلب الوثائق التي أرسلت من الوكالة الصهيونية ما بين السنوات "1946-1948". وتحركات اليهود في منظمة الدفاع، تقرير في 1/2/1941 على الانفجار الذي دمر بناية فلسطين بوست، تقرير من قسم الاتصال عام 1948 من مستعمرة كفار عسيون، تقرير من الجيش البريطاني حول تطوير الأحياء اليهودية، تقارير مترجمة من الصحف العربية في فلسطين عشية الحرب، تقرير عن معاملة البوليس البريطاني مع اليهود وأعمالهم، تقرير بتاريخ 10/8/1947 عن منع تعديات العرب الفلسطينيين لليهود متعلقة بالدفاع عن السكان اليهود وتحركاتهم وفعالياتهم في تنظيم الجيش وأغلب الوثائق أرسلت من الوكالة الصهيونية ما بين السنوات "1946-1948". وأنهى حديثه بتأكيد أن قضية سلوان هي قضية مماثلة لما يجري في الشيخ جراح اليوم حيث تحولت القضية منذ العام 1972 في أروقة المحاكم بين أهالي الحي وجمعية يهود إسرائيل بهدف ترحيلهم بدعوى أنها تقع في ملك يهودي. والمشروع استرجاع المحفوظات الفلسطينية بشكل عام والقدس بشكل خاص له ضرورة وأهمية للمكتبة الفلسطينية وللتوثيق.


صورة للعملية تفجير سوق القدس العربي من قبل اليهود عام 1938


صور لليهود بعد طرد السكان العرب القدس


القدس تطهير عرقي 1948


احتلال القطمون 1948


احتلال القسطل القدس 1948





\
نهب الممتلكات العربية بالقدس 1948

Sunday, March 1, 2009

«مبارك» يعرف تفاصيل مؤامرتنا

رئيس تحرير صحيفة إسرائيلية كبرى يجرى تحقيقاً فى القاهرة ويعلن: «مبارك» يعرف تفاصيل مؤامرتنا

مبارك
يبدو أن رئيس تحرير صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية، وجد نفسه فى مأزق حرج الأسبوع الماضى، فقد جاء إلى القاهرة لاستطلاع آراء المصرييين السياسية فى التطورات الأخيرة، فوجد نفسه مضطراً للعب دور «محامى الشيطان» فى مواجهة الهجوم العنيف على السياسات الإسرائيلية فى الآونة الأخيرة. بدءا من تراجع أولمرت عن اتفاق التهدئة، مرورا بإقالة ثم إعادة اللواء عاموس جلعاد، ونهاية بتكليف الثنائى نتنياهو - ليبرمان بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة. ربما لهذا السبب بالذات اختار «عكيفا إلدار» لمقاله المهم، المنشور فى «هاآرتس» أمس، عنوانا ذا دلالة أدبية وسياسية: «فى مأزق - بين المصريين». يبدأ «إلدار» تحقيقه بجملة على لسان موظف مصرى كبير فى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة: «لم نعد نفهمكم، اليوم تقولون شيئا، وغدا تقولون العكس. هل يمكنك أن تفسر لى: كيف تغيرون آراءكم كل عدة ساعات، وتعودون للمربع رقم صفر؟». السؤال يدور، بالطبع، حول قرار الحكومة الأمنية المصغرة بربط اتفاق التهدئة الذى يرعاه الرئيس مبارك، بالإفراج عن الجندى شاليط، الذى يرعاه خالد مشعل! يقول «عكيفا إلدار»: «شرحت لهم أن أولمرت درس «قائمة القتلة» الذين يجب الإفراج عنهم مقابل الجندى شاليط، فارتعدت فرائصه، ربما قرر ساعتها أن ينتظر عدة أيام، ويلقى بحبة البطاطا الساخنة فى حجر رئيس الوزراء القادم. فلماذا يمنح نتنياهو فرصة المزايدة عليه، بدلا من أن تتوجه الانتقادات المعارضة للصفقة إلى صدر نتنياهو نفسه». هز الموظف الكبير رأسه بحزم، ثم قال: «أنا أقرأ فى صحفكم أن الخلاف يدور حول ٤ أسماء أو حتى ٢٠ من كبار المعتقلين، ولا أعرف هل أضحك أم أبكى؟ أنا أريد أن أذكرك، أننا لم نتلق منكم حتى هذه اللحظة قائمة بالأسماء التى تقبلون الإفراج عنها». ويعلق «عكيفا إلدار» على حواره مع الموظف المصرى، قائلا: «يبدو أن تقديرى بأن أولمرت يخشى الأصوات العالية فى الليكود، لم يرضه، ففى القاهرة يعتقد المثقفون المصريون أن نتنياهو ملتزم بابتلاع صفقة شاليط بهدوء، ودون إثارة المشاكل». يقول رئيس تحرير «هاآرتس»: قضية الجلعادين، عاموس وشاليط، سقطت على القاهرة مثل القنبلة التى هدد أفيجدور ليبرمان، ذات مرة، بإلقائها على سد أسوان. فعندما يعلن مسؤول كبير مثل اللواء جلعاد أن رئيس الوزراء يتلاعب بزعيم مصر، ويسخر من جهوده، فإن النظام، الذى يتمسك بكل ما تبقى له من قوة بلقب «زعيم العالم العربى»، يجد صعوبة فى العمل، وفقا للأساليب المعتادة. ورغم غرابة هذا الموقف، فإن طاقم السفارة الإسرائيلية فى القاهرة يتحرق شوقا إلى أيام الحرب على قطاع غزة. ويلوم «عكيفا إلدار» إسرائيل، ويحملها المسؤولية عن هذا المأزق السياسى، موضحا أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى اعتادت أن تفسر رفضها الاتفاق مع حماس، بزعمها أنه: «فى ظل الخلافات الجذرية بين فتح وحماس، فإن أى اتفاق مع حماس هو ضربة لشريكنا الفلسطينى». ووفقا للمنطق نفسه، فإن حركة حماس هى الرابح الأكبر من الخلاف بين مصر وإسرائيل. فرع الإخوان المسلمين فى غزة، الذى يرتبط حبله السُرى بإيران، ويمارس أكبر تهديد ضد القاهرة، أصبح اليوم هو الوجه المعتدل من العملة! حركة حماس التى كانت تتهم بأنها الطرف المسؤول عن معاناة الشعب الفلسطينى، صارت الممثل الشرعى له، وقادتها مستعدون، طوال الوقت، للحوار حول إطلاق سراح شاليط، واستئناف اتفاق التهدئة، أما إسرائيل فهى التى تقفز فجأة على أطراف أصابعها، وتطلب ربط التهدئة بالإفراج عن شاليط. يقول عكيفا: مساء الأحد الماضى، زرت منزل «شينى كوبر» المتحدثة الرسمية باسم السفارة، والتقيت، هناك، بمنتدى من الصحفيين والكتاب الذين طالبونى بفك طلاسم نتائج الانتخابات الأخيرة. ينتمى بعضهم إلى مجموعة محدودة العدد من الصحفيين الذين يحرصون على العلاقات مع إسرائيل، ويحضرون الحفلات التى يقيمها السفير فى منزله. وبعضهم يتحدث العبرية، ويتابع المواقع الإسرائيلية. وتحافظ مجموعة أخرى على مسافة ما، لكن غيرتهم من حرية التعبير فى إسرائيل، والمكانة المتميزة التى تحظى بها إسرائيل فى العالم والمنطقة تجذبهم إليها. يضيف: تشير أسئلتهم إلى أنهم يجدون صعوبة فى فهم انحراف الجمهور الإسرائيلى جهة اليمين، وخاصة ظاهرة أفيجدور ليبرمان، ويشعرون بالإهانة بسبب اختيار الإسرائيليين الأحزاب المعارضة لمسيرة السلام التى بدأها أنور السادات بزيارته القدس، وتمنى عدد منهم، خاصة الذين يزورون إسرائيل، أن تتبنى تل أبيب مبادرة السلام العربية، وتمنى آخرون انتصار القوى المعتدلة، حتى تواصل مصر الاستفادة من علاقاتها مع أصغر دولة فى المنطقة، وأقوى دولة فى العالم. انتهى اللقاء مع الصحفيين المصريين، عندما رنت نغمات الهواتف المحمولة، وتتابعت الرسائل القصيرة التى تفيد أن انفجارا وقع أمام مقهى بحى الحسين، تلك التجربة التى يعرفها جيدا كل صحفيى إسرائيل، كانت بمثابة تذكرة للحاضرين أننا جميعا مغروسون فى نفس المركب الموشك على الغرق. وقال: طاقم السفارة الإسرائيلية فى القاهرة أبلغ وزارة الخارجية بنجاح اللقاء، لقد استأنف منتدى الصحفيين نشاطه بعد ١٠ سنوات من الانقطاع، ولا يعرف أحد ماذا سيحدث بعد شهرين، عندما ينهى السفير شالوم كوهين فترته التى امتدت لأربع سنوات، ومازالت الوزيرة تسيبى ليفنى تبحث عن شخصية مناسبة من خارج الوزارة، لتحل محله. نيسان إيمدور نائب السفير، الذى سينهى فترته فى مصر خلال شهور أيضا، جلس فى مقهى مزدحم بالبشر على ضفاف النيل، كانت معه الدكتورة هالة مصطفى رئيسة تحرير مجلة الديمقراطية التى تصدرها مؤسسة الأهرام. امرأة ممشوقة القوام ترتدى بذلة نسائية، وتبرز، بوضوح، وسط عشرات النساء اللاتى يحرصن على تغطية رؤوسهن بالحجاب. وينقل عكيفا عن هالة مصطفى قولها إنها تتمنى زيارة إسرائيل، لكن السلطات المصرية لم تستوعب بعد مبادئ حرية التعبير، ولا تنظر لمثل هذه الزيارات بشكل إيجابى، وهى تخشى أن يُضيقوا عليها فى مصادر رزقها. من جهة أخرى، لا تجد مشكلة فى أن أنقل على لسانها الانتقادات العنيفة التى توجهها للنظام. أعطتنى مجموعة أعداد من مجلتها. نشرت فى عدد منها حوارا أجرته مع صحيفة الدستور، وتتهم فيه النظام بانتهاج سياسة مزدوجة، فهو يحتضن أبو مازن بيده اليمنى، ويعلن أنه الممثل الوحيد للشعب الفلسطينى، ويربت بيده اليسرى على كتف حركة حماس، طوال الوقت. فى نهاية الرحلة قابلت «جيف أهارونسون» مدير صندوق واشنطون للسلام فى الشرق الأوسط، قابلته بعد أن أنهى جميع لقاءاته مع المسؤولين الأمنيين والسياسيين فى مصر، وقد خرج بانطباع أن انسحاب إسرائيل من غزة بطريقة سمحت لحركة حماس بأن تعلن انتصارها، جعل مصر الخاسر الأكبر فى الحرب الأخيرة، ففى كل يوم تظل فيه المعابر مغلقة بين إسرائيل وغزة، تزيد الضغوط على مصر لفتح معبر رفح، ومحاربة الأنفاق. ويقول «أهارونسون» إن مجرد ترديد فكرة إرسال قوات دولية إلى مدينة رفح المصرية يعتبر مساً بالسيادة المصرية، ويثير الغضب الشديد فى القاهرة. الرئيس مبارك ليس مضطرا لانتظار نتنياهو وليبرمان حتى يشكلا الحكومة، لكى يشك فى أن الإسرائيليين يتآمرون لإلقاء مسؤولية مليون ونصف المليون فلسطينى على عاتقه، فالنظام المصرى لديه ما يكفيه من مشكلات مع الإخوان المسلمين فى الداخل، وبعد سقوط السور عند معبر رفح فى فبراير ٢٠٠٨، أبلغ مبارك أجهزته الأمنية بأن هذه أول وأخر مرة يحدث فيها مثل هذا الأمر. وهذا هو سر غضب الرئيس مبارك من أولمرت. فتح كل المعابر بين إسرائيل وغزة، سيتيح لمصر إغلاق معبر رفح، ومحاربة الأنفاق دون الاستعانة بقوات أجنبية، أو مساعدات من الخارج. عند هذه النقطة ينتهى «التحقيق الاستقصائى» الذى كتبه «عكيفا إلدار» عن الأوضاع فى مصر، ويختتمه بقوله: «فى مطار القاهرة، وقبل التفتيش الأمنى الصارم الذى يسبق الصعود لطائرة «العال» بعد العملية الإرهابية فى القاهرة، احتضننى صديقى المصرى، وهمس فى أذنى، «نحن على أبواب مرحلة صعبة، احرص على نفسك».