Friday, January 2, 2009

إنتصارات مدوية للمجاهدين

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ، وبعد..... الإخوة و الأخوات السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.....

.... قال تعالى ﴿{‏ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ‏}‏﴾... الجهاد كله فوز نصرا كان أم شهادة و هي خير و أبقى إن مقتل و إصابة نحو أربعين صهيونيا ..... و سقوط زهاء 300 صاروخ على رؤوس الصهاينة ليسوا خير ما حقق المجاهدون ..... و لكن الإنتصار الأكبر هو تحويل المسلمين و العرب جميعا إلى مجاهدين لا يقبلون إلا النصر أو الشهادة
.....
{‏ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ‏}‏

يخبر تعالى أنه عاوض من عباده المؤمنين عن أنفسهم وأموالهم - إذ بذلوها في سبيله - بالجنة، وهذا من فضله وكرمه وإحسانه، فإنه قبل العَوْض عما يملكه بما تفضل به على عبيده المطيعين له‏.‏ ولهذا قال الحسن البصري وقتادة‏:‏ بايعهم واللّه فأغلى ثمنهم، وقال شمر بن عطية‏:‏ ما من مسلم إلا وللّه عزَّ وجلَّ في عنقه بيعة وفى بها أو مات عليها، ثم تلا هذه الآية، وقال عبد اللّه بن رواحة رضي اللّه عنه لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعني ليلة العقبة‏:‏ اشترط لربك ولنفسك ما شئت فقال‏:‏ ‏(‏أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم‏)‏، قالوا‏:‏ فما لنا إذا فعلنا ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏الجنة‏)‏، قالوا‏:‏ ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل، فنزلت‏:‏ ‏{‏إن اللّه اشترى من المؤمنين أنفسهم‏}‏ الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏يقاتلون في سبيل اللّه فيقتلون ويقتلون‏}‏ أي سواء قَتَلوا أو قُتلوا، أو اجتمع لهم هذا وهذا، فقد وجبت لهم الجنة، ولهذا جاء في الصحيحين‏:‏ ‏(‏تكفّل اللّه لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا جهاداً في سبيلي وتصديق برسلي بأن توفاه أن يدخله الجنة، أو يرجعه إلى منزله الذي خرج منه نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة‏)‏، وقوله‏:‏ ‏{‏وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن‏}‏ تأكيد لهذا الوعد، وإخبار بأنه قد كتبه على نفسه الكريمة وأنزله على رسله في كتبه العظيمة وهي ‏{‏التوراة‏}‏ المنزلة على موسى، و‏{‏الإنجيل‏}‏ المنزل على عيسى، و‏{‏القرآن‏}‏ المنزل على محمد صلوات اللّه وسلامه عليهم أجمعين، وقوله‏:‏ ‏{‏ومن أوفى بعهده من الله‏}‏ فإنه لا يخلف الميعاد، وهذا كقوله‏:‏ ‏{‏ومن أصدق من اللّه حديثا‏}‏، ‏{‏ومن أصدق من اللّه قيلا‏}‏، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم‏}‏ أي فليستبشر من قام بمقتضى هذا العقد، ووفى بهذا العهد، بالفوز العظيم والنعيم المقيم‏.‏

.........

‏{‏ التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ‏}‏هذا نعت المؤمنين الذين اشترى اللّه منهم أنفسهم وأموالهم بهذه الصفات الجميلة والخلال الجليلة، ‏{‏التائبون‏}‏ من الذنوب كلها، التاركون للفواحش، ‏{‏العابدون‏}‏ أي القائمون بعبادة ربهم محافظين عليها، ومن أخصها الحمد للّه، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏الحامدون‏}‏، جاء ما يدل على أن السياحة الجهاد، وهو ما رواه أبو داود في سننه من حديث أبي أمامة أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول اللّه ائذن لي في السياحة، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم‏:‏ ‏(‏سياحة أمتي الجهاد في سبيل اللّه‏)‏ وكذا الركوع والسجود وهما عبارة عن الصلاة، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏الراكعون الساجدون‏}‏، وهم مع ذلك ينفعون خلق اللّه ويرشدونهم إلى طاعة اللّه بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، مع العلم بما ينبغي فعله ويجب تركه، وهو حفظ حدود اللّه في تحليله وتحريمه علماً وعملاً، فقاموا بعبادة الحق ونصح الخلق، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وبشر المؤمنين‏}‏ لأن الإيمان يشمل هذا كله، والسعادة كل السعادة لمن اتصف به
،


No comments:

Post a Comment