Saturday, January 17, 2009

من يخادع مبارك و أحمدي نجاد

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ، وبعد..... الإخوة و الأخوات السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.....
........................................... قال تعالى ﴿ لا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم ‏﴾....... قال تعالى ﴿{‏ بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ...... ‏ الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ...... ‏ و قد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ."‏الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم" وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ...... إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم و إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ‏.‏" مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا "‏﴾...
تتناقض كلمات مبارك المرتد و كذلك كلمات المنافقين أحمدي نجاد و خامنئي مع أفعالهم و مع آمال الشعبين المصري والإيراني ....... فبعد أن علمت المخلوقات أن المقاومة البطولية و من خلفها التحرك الشعبي العالمي أجبروا الصهاينة على التوقف عن القتال ....... ثم بعد نحو يومين من إنتشار خبر ما يشبه إستسلام الصهاينة ....... ثم بعد نحو يومين يطلب مبارك وقف العدوان الصهيوني و ذلك دأب المنافقين الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا ....... و لماذا لم ينفذ مبارك المرتد ما توعد به الصهاينة منذ نحو ثلاثة و عشرين يوما عندما هدددهم بالتدخل إن نكثوا عهودهم و شنوا عدوانا آخر ....... و الداهية الدهياء الإستمرار في إمداد العدوان الصهيوني بالوقود ....... المتمثل في تدفق الغاز المصري إلى خزانات الصهاينة ....... رغم صدور حكمين قضائيين بوقفه ....... لا يطهر الخنزير ....... أيها المسلمون أيها العرب ....... الذين أضاعوا فلسطين و القدس سيضيعون كل بلاد المسلمون و العرب ....... لا يطهر الخنزير ....... و لا سبيل لأي إصلاح للحكام الخونة ....... قبل ان ينال القتل و الدمار كل مسلم و عربي ....... تجب إزالة الحكام الخونة ليصح الإصلاح ....... كما تجب إزالة النجاسة لتصح الصلاة ...... و ان شاء الله سأوضح أفعال الخمينيين و رئيسهم أحمدي نجاد قريبا ......
{‏ إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفرواثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ‏.‏ بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ‏.‏ الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ‏.‏ وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا ‏}‏ يخبر تعالى عمن دخل في الإيمان ثم رجع عنه، ثم عاد فيه، ثم رجع واستمر على ضلالة وازداد حتى مات، فإنه لا توبة بعد موته، ولا يغفر اللّه له، ولا يجعل له مما هو فيه فرجاً ولا مخرجاً ولا طريقاً إلى الهدى، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏لم يكن اللّه ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً‏}‏ قال ابن أبي حاتم عن ابن عباس، في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ثم ازدادوا كفراً‏}‏ قال‏:‏ تمادوا على كفرهم حتى ماتوا‏.‏ وعن علي رضي اللّه عنه أنه قال‏:‏ يستتاب المرتد ثلاثاً، ثم تلا هذه الآية‏:‏ ‏{‏إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن اللّه ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلاً‏}‏، ثم قال‏:‏ ‏{‏بشر المنافقين بأن لهم عذاباً أليماً‏}‏ يعني أن المنافقين من هذه الصفة فإنهم آمنوا ثم كفروا، فطبع على قلوبهم، ثم وصفهم بأنهم يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين، بمعنى أنهم معهم في الحقيقة يوالونهم ويسرون إليهم بالمودة، ويقولون لهم إذا خلوا بهم ‏{‏إنما نحن معكم إنما نحن مستهزءون‏}‏ أي بالمؤمنين في إظهارنا لهم الموافقة، قال اللّه تعالى منكراً عليهم فيما سلكوه من موالاة الكافرين ‏{‏أيبتغون عندهم العزة‏}‏ ثم أخبر اللّه تعالى بأن العزة كلها له وحده لا شريك له ولمن جعلها له كما قال تعالى في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً‏}‏ وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وللّه العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون‏}‏، والمقصود من هذا التهييج على طلب العزة من جناب اللّه، والإقبال على عبوديته والانتظام في جملة عباده المؤمنين، الذين لهم النصرة في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ وقد نزَّل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات اللّه يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم‏}‏، أي إنكم إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم، ورضيتم بالجلوس معهم في المكان الذي يكفر فيه بآيات اللّه ويستهزأ وينتقص بها، وأقررتموهم على ذلك فقد شاركتموهم في الذي هم في فلهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏إنكم إذا مثلهم‏}‏ في المأثم كما جاء في الحديث‏:‏ ‏(‏من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر‏)‏ والذي أحيل عليه في هذه الآية من النهي في ذلك، هو قوله تعالى في سورة الأنعام وهي مكية‏:‏ ‏{‏وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم‏}‏الآية‏.‏ قال مقاتل بن حيان‏:‏ نَسَختْ هذه الآية التي في سورة الأنعام، يعني نسخ قوله‏:‏ ‏{‏إنكم إذا مثلهم‏}‏، لقوله‏:‏ ‏{‏وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏إن اللّه جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعاً‏}‏، أي كما أشركوهم في الكفر، كذلك يشارك اللّه بينهم في الخلود في نار جهنم أبداً، ويجمع بينهم في دار العقوبة والنكال والقيود والأغلال وشراب الحميم والغسلين‏.‏ ‏{‏ الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين فالله يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ‏}‏ يخبر تعالى عن المنافقين أنهم يتربصون بالمؤمنين دوائر السوء، بمعنى ينتظرون زوال دولتهم وظهور الكفرة عليهم وذهاب ملتهم، ‏{‏فإن كان لكم فتح من اللّه‏}‏ أي نصر وتأييد وظفر وغنيمة‏:‏ ‏{‏قالوا ألم نكن معكم‏}‏‏؟‏ أي يتوددون إلى المؤمنين بهذه المقالة، ‏{‏وإن كان للكافرين نصيب‏}‏‏:‏ أي إدالة على المؤمنين في بعض الأحيان كما وقع يوم أُحد، فإن الرسل تبتلي ثم يكون لها العاقبة، ‏{‏قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين‏}‏‏؟‏ أي ساعدناكم في الباطن وما ألوناهم خبالاً وتخذيلاً حتى انتصرتم عليهم، وقال السدي‏:‏ نستحوذ عليكم‏:‏ نغلب عليكم، كقوله‏:‏ ‏{‏استحوذ عليهم الشيطان‏}‏ وهذا أيضاً تودد منهم إليهم، فإنهم كانوا يصانعون هؤلاء وهؤلاء ليحظوا عندهم ويأمنوا كيدهم، وما ذاك إلا لضعف إيمانهم وقلة إيقانهم‏.‏ قال تعالى‏:‏ ‏{‏فاللّه يحكم بينكم يوم القيامة‏}‏ أي بما يعلمه منكم أيها المنافقون من البواطن الرديئة، فلا تغتروا بجريان الأحكام الشرعية عليكم ظاهراً في الحياة الدنيا، لما له في ذلك من الحكمة، فيوم القيامة لا تنفعكم ظواهركم، بل هو يوم تبلى فيه السرائر ويحصل ما في الصدور‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولن يجعل اللّه للكافرين على المؤمنين سبيلاًؤ جاء رجل إلى علي بن ابي طالب فقال‏:‏ كيف هذه الآية ‏{‏ولن يجعل اللّه للكافرين على المؤمنين سبيلاً‏}‏‏؟‏ فقال علي رضي اللّه عنه‏:‏ ادنه ادنه ‏{‏فاللّه يحكم بينكم يوم القيامة ولن يجعل اللّه للكافرين على المؤمنين سبيلاً‏}‏ قال ذاك يوم القيامة، وكذا روى السدي‏:‏ يعني يوم القيامة، وقال السدي ‏{‏سبيلاً‏}‏ أي حجة، ويحتمل أن يكون المعنى‏:‏ ولن يجعل اللّه للكافرين على المؤمنين سبيلاً أي في الدنيا، بأن يسلطوا عليهم استيلاء استئصال بالكلية، وإن حصل لهم ظفر في بعض الأحيان على بعض الناس، فإن العاقبة للمتقين في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا‏}‏الآية، وعلى هذا يكون رداً على المافقين فيما أمَّلوه ورجوه وانتظروه من زوال دولة المؤمنين، وفيما سلكوه من مصانعتهم الكافرين خوفاً على أنفسهم منهم، إذا هم ظهروا على المؤمنين فاستأصلوهم، كا قال تعالى‏:‏ ‏{‏فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم - إلى قوله - نادمين‏}‏، وقد استدل كثير من العلاماء بهذه الآية الكريمة على أصح قولي العلماء وهو المنع من بيع العبد المسلم للكافرين لما في صحة ابتياعه من التسليط له عليه والإذلال، ومن قال منهم بالصحة يأمره بإزالة ملكه عنه في الحال، لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ولن يجعل اللّه للكافرين على المؤمنين سبيلا‏}‏يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ‏.‏ مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا ‏}‏ قد تقدم في أول سورة البقرة قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يخادعون اللّه والذين آمنوا‏}‏، وقال ههنا‏:‏ ‏{‏إن المنافقين يخادعون اللّه وهو خادعهم‏}‏ ولا شك أن اللّه لا يخادع، فإنه العالم بالسرائر والضمائر، ولكن المنافقين لجهلهم وقلة علمهم وعقلهم، يعتقدون أن أمرهم - كما راج عند الناس وجرت عليهم أحكام الشريعة ظاهراً - فكذلك يكون حكمهم عند اللّه يوم القيامة، وأن أمرهم يروج عنده، كما أخبر تعالى عنهم أنهم يوم القيامة يحلفون له أنهم كانوا على الاستقامة والسداد، ويعتقدون أن ذلك نافع لهم عنده، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يوم يبعثهم اللّه جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم‏}‏الآية، وقوله‏:‏ ‏{‏وهو خادعهم‏}‏ أي هو الذي يستدرجهم في طغيانهم وضلالهم ويخذلهم عن الحق والوصول إليه في الدنيا، وكذلك يوم القيامة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم - إلى قوله - وبئس المصير‏}‏، وقد ورد في الحديث‏:‏ ‏(‏من سمَّع سمع اللّه به، ومن رايا رايا اللّه به‏)‏، وفي الحديث الآخر‏:‏ ‏(‏إن اللّه يأمر بالعبد إلى الجنة فيما يبدو للناس ويعدل به إلى النار‏)‏عياذاً باللّه من ذلك‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى‏}‏ الآية، هذه صفة المنافقين في أشرف الأعمال وأفضلها وخيرها، وهي الصلاة إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى عنها، لأنهم لا نية لهم فيها ولا إيمان لهم بها ولا خشية، ولا يعقلون معناها كما روى ابن مردويه عن ابن عباس قال‏:‏ يكره أن يقوم الرجل إلى الصلاة وهو كسلان ولكن يقوم إليها طلق الوجه، عظيم الرغبة شديد الفرح، فإنه يناجي اللّه، وإن اللّه تجاهه يغفر له ويجيبه إذا دعاه، ثم يتلو هذه الآية‏:‏ ‏{‏وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى‏}‏، فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى‏}‏ هذه صفة ظواهرهم كما قال‏:‏ ‏{‏ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى‏}‏، ثم ذكر تعالى صفة بواطنهم الفاسدة، فقال‏:‏ ‏{‏يراءون الناس‏}‏ أي لا إخلاص لهم ولا معاملة مع اللّه، بل إنما يشهدون الناس تقيَّة لهم ومصانعة، ولهذا يتخلفون كثيراً عن الصلاة التي لا يرون فيها غالباً ك صلاة العشاء في وقت العتمة وصلاة الصبح في وقت الغلس‏.‏ كما ثبت في الصحيحين أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم انطلق معي برجال ومعهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار‏)‏ وفي رواية‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده لو علم أحدهم أنه يجد عِرْقاً سميناً أو مرماتين حسنتين لشهد الصلاة، ولولا ما في البيوت من النساء والذرية لحرقت عليهم بيوتهم بالنار‏)‏ وقال الحافظ أبو يعلى عن عبد اللّه قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏من أحسن الصلاة حيث يراه الناس، واساءها حيث يخلو، فتلك استهانة استهان بها ربه عزَّ وجلَّ‏)‏؛ وقوله‏:‏ ‏{‏ولا يذكرون اللّه إلا قليلاً‏}‏ أي في صلاتهم لا يخشعون ولا يدرون ما يقولون، بل هم في صلاتهم ساهون لاهون، وعما يراد بهم من الخير معرضون‏.‏ وقد روى الإمام مالك عن أنس بن مالك عن أنس بن مالك قال، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏تلكَ صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق، تلك صلاة المنافق‏:‏ يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقر أربعاً لا يذكر اللّه فيها إلا قليلاً‏)‏ وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء‏}‏ يعني المنافقين محيرين بين الإيمان والكفر فلا هم مع المؤمنين ظاهراً وباطناً ولا مع الكافرين ظاهراً وباطناً، بل ظواهرهم مع المؤمنين وبواطنهم مع الكافرين، ومنهم من يعتريه الشك فتارة يميل إلى هؤلاء وتارة يميل إلى أولئك، ‏{‏كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا‏}‏، وقال مجاهد ‏{‏مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء‏}‏ يعني أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم، ‏{‏ولا إلى هؤلاء‏}‏ يعني اليهود، وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‏:‏ ‏(‏مثل المنافق كمثل الشاة العاثرة بين الغنمين‏)‏ ‏"‏رواه أحمد عن ابن عمر مرفوعاً‏"‏ وقال ابن جرير عن قتادة ‏{‏مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء‏}‏ يقول‏:‏ ليسوا بمؤمنين مخلصين، ولا مشركين مصرحين بالشرك قال‏:‏ وذكر لنا أن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يضرب مثلاً للمؤمن وللمنافق وللكافر كمثل رهط ثلاثة دفعوا إلى نهر فوقع المؤمن فقطع، ثم وقع المنافق حتى إذا كاد يصل إلى المؤمن ناداه الكافر‏:‏ أن هلم إليّ فإني أخشى عليك، وناداه المؤمنين‏:‏ أن هلم إلي فإن عندي وعندي يحصي له ما عنده، فما زال المنافق يتردد بينهما حتى أتى عليه الماء فغرقه، وإن المنافق لم يزل في شك وشبهة حتى أتى عليه الموت وهو كذلك، قال‏:‏ وذكر لنا أن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول‏:‏ ‏(‏مثل المنافق كمثل ثاغية بين غنمين رأت غنماً على نشز فأتتها وشامتها فلم تعرف، ثم رأت غنماً على نشز فأتتها فشامتها فلم تعرف‏)‏، ولهذا قال تعالى‏:‏ ‏{‏ومن يضلل اللّه فلن تجد له سبيلاً‏}‏ أي ومن صرفه عن طريق الهدى ‏{‏فلن تجد له ولياً مرشداً‏}‏، فإنه ‏{‏من يضلل اللّه فلا هادي له‏}‏، والمنافقون الذين أضلهم عن سبيل النجاة فلا هادي لهم، ولا منقذ لهم مما هم فيه، فإنه تعالى لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون‏.‏

..............................................................................

No comments:

Post a Comment